عاشق حبيب عمرى



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عاشق حبيب عمرى

عاشق حبيب عمرى

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عاشق حبيب عمرى

ملتقى الصفوه


    أسئلة إلى وزارة الداخلية

    اجمل ذكرى
    اجمل ذكرى
    مدير اداره المنتدى
    مدير اداره المنتدى


    نقاط : 1329
    عدد المساهمات : 310
    تاريخ التسجيل : 07/03/2010
    العمر : 41
    الموقع : الاداره

    أسئلة إلى وزارة الداخلية Empty أسئلة إلى وزارة الداخلية

    مُساهمة  اجمل ذكرى الإثنين 21 يونيو 2010 - 6:46

    أسئلة إلى وزارة الداخلية Khaled_0

    بيان "الداخلية" حول مقتل خالد سعيد هو أحد أسباب تفاقم الغضب والسخط الشعبي

    لن أضيف جديداً إلى عشرات المقالات التي كُتبت، تعليقاً على واقعة قتل الشاب السكندري "خالد سعيد" على أيدي مخبري الشرطة، ولا إلى عشرات -بل مئات وربما آلاف- التعليقات التي ازدحمت بها شبكة الإنترنت، ولا إلى المقالات في الصحافة الأجنبية، ولا إلى البيانات التي صدرت من منظّمة العفو الدولية أو الخارجية الأمريكية وغيرهما من الجهات الدولية، ولا إلى حالة الغضبة الاستثنائية واللافتة التي انتابت الجمهور المصري -خاصة الشباب- إزاء تلك الجريمة البشعة، التي أصبحت -سواء أراد البعض أم لم يُرِد- رمزاً على تجاوزات بعض رجال الشرطة، والتي يبدو أنها بلغت حداً يصعب -للأسف- السكوت عنه.

    إنني فقط سوف أتناول بالتعليق رد فعل وزارة الداخلية إزاء التوتر، ثم الضجة التي أثيرت في الإسكندرية عقب ذيوع خبر ما حدث، وما تلاها من ردود أفعال غاضبة، سرعان ما تصاعدت وتضاعفت بسرعة من دائرة الإسكندرية، إلى مصر كلها، ثم إلى العالم أجمع.

    لقد تمثّل رد الفعل ذلك في بيان أصدرته الوزارة، يروي تفاصيل الواقعة من وجهة نظرها.

    وكان هذا البيان نفسه أحد أسباب تفاقم الغضب والسخط الشعبي والجماهيري، ليس فقط ضد الداخلية، بل وضد النظام السياسي كله، وهو ما تبلور -على نحو مدهش ولافت- في مدينة الإسكندرية خاصة.

    واتساقاً مع ما جاء في ذلك البيان، يبدو أن الوزارة لم تشرع في إجراء تحقيق داخلي، أو محاسبة المسئولين عما حدث؛ حيث إنها لم تعترف -في البيان- بحدوث أي تقصير أصلاً. وحتى لحظة كتابة هذا المقال، لم يصل إلى علمي أي تصرّف من الوزارة غير إصدارها ذلك البيان.

    ولأن أي بيان تُصدِره وزارة الداخلية -في أي بلد متحضّر في شأن قضية أصبحت محل اهتمام الرأي العام- هو وثيقة شديدة الأهمية، تعكس طبيعة نظام الحُكم ككل، وطبيعة علاقة وزارة الداخلية بسلطات الدولة وبالرأي العام، والإعلام، فقد اهتممت كثيراً بقراءة هذا البيان، وتفحّصه، وتحليل مضمونه.

    إن أول ما يُواجه قارئ هذا البيان ويصدمه أنه أتى -من السطر الأول فيه- بصيغة "متعجرفة" و"متعالية"، ومستنكرة أن يجرؤ إنسان على محاسبة وزارة الداخلية أو رجال الشرطة!!! إن أولى علامات "الدولة" المدنية المتحضّرة هي سيادة القانون، وخضوع الجميع -حكاماً ومحكومين- للمساءلة القانونية عن أعمالهم، فضلاً عن المساءلة السياسية والشعبية، وذلك فقط هو ما يحول دون تغول أو شطط سلطة بعينها، أو جهاز بعينه، ويحفظ السيادة -فعلياً- للشعب!.

    ولكن نظرة سريعة للبيان من أوّله إلى آخره توحي بمنطق وذهنية يرفضان ذلك تماماً! ففي بداية "البيان" -الذي يفترض أن يكون هدفه أن يسرد بموضوعية واتزان وبلهجة مهنية الحقائق كما تراها وزارة الداخلية- يعاجل القارئ بعبارة: "صرّح مصدر أمني بأنه على نحو مخالف للحقائق، وينطوي على مغالطة صارخة.. تمادت بعض العناصر..." إلخ... أي أن وزارة الداخلية -التي عبّرت عن رأيها من خلال اصطلاح غامض يُسمّى "مصدر أمني"، والتي يفترض أنها الطرف المطلوب منه أن يوضح موقفه إزاء شكوك واتهامات مشروعة- تستكثر أن يُوجَّه إليها اتهامات أو تساؤلات!!! ممن؟!..

    "من بعض العناصر ودوائر بعينها"؟ ومرة ثانية: مَن هي تلك العناصر؟ هل هي عناصر أجنبية معادية؟ هل هي "دوائر" إرهابية أو خارجة على القانون؟!! أليست لها صفة أو اسم؟!! أم إن العجرفة والتعالي يستلزمان الاستهانة بتلك الدوائر والعناصر؟

    ثم استطرد البيان يتهم تلك "العناصر" بأنها روّجت الادّعاء بأن "رجال شرطة سريين قد تعدّوا على المواطن خالد سعيد.. وعن قصد واضح تمادى هذا الادّعاء"؟!! إن وصف الاتهامات بأنها "ادّعاءات" فيه -مرة أخرى- عجرفة واستنكاف عن مساءلة -لا أقول وزير الداخلية، ولا أي لواء بها أو حتى ضابط- مخبرين سريّين يعلم كل مصري الشوائب التي تكتنف طريقة عمل بعض عناصرهم.

    ثم لماذا نفترض -ابتداءً- أن هناك "قصداً واضحاً" من تلك العناصر إزاء رجال الشرطة؟ لماذا؟ هل هناك ثأر مبيت بينهما؟ ألا يفترض أن رجال الشرطة هم حماة أمن المواطن، ويسهرون على سلامته وأمنه؟ فلماذا إذن هذا الشعور بأن هناك "بطحة" على رأس الشرطة؟! ولماذا هذه اللهجة العصبية؟!

    وباللهجة نفسها يستطرد هذا البيان الغريب، بعد أن حكى الواقعة محل البحث، ليقول: "إن تلك الادّعاءات المغرضة قد تجاهلت عن عمد جميع الحقائق، وتمادت في الترويج والكذب والتضليل!! في محاولة للإساءة لجهاز وطني يضطلع بمهامه رجال الشرطة بكل مثابرة ودأب، التزاماً منهم بالإسهام في إنفاذ القانون، وحماية المصالح العامة والخاصة".

    والتساؤل البسيط هنا: ما علاقة هذا الكلام بالواقعة موضع البحث؟! وهل انحراف فرد أو اثنين من الشرطة يسيء إليها كلها؟ ألا يوجد منحرفون في كل الفئات: الأطباء، المهندسين، القضاة، المحامين، المحاسبين، الصحفيين.. إلخ؟!! أم إن رجال الشرطة -خاصة- هم من طينة تختلف عن طينة البشر، ويتمتعون بالكمال، مع أن الكمال -كما تعلمون- لله وحده!!
    غير أن ثاني ما يلفت النظر في هذا البيان -الذي هو بيان رسمي من جانب وزارة سيادية لها أهميتها الخاصة- يتضمّن -بعد هذا التذكير المطول بأهمية ومكانة ودور الشرطة- عدداً من "المعلومات" التي يبدو حتى الآن أن هناك شكاً كثيراً في صحتها:

    أوّلها: إن فردَيْ الشرطة شاهدا خالد سعيد أثناء ملاحظتهما للحالة الأمنية.. إلخ. (أي أنهما لم يذهبا إليه عمداً داخل مقهى الإنترنت) وهذا غالباً غير صحيح.

    ثانيها: إن البيان لم يُوضّح لماذا ذهبا إليه أصلاً؟ والأغلب أنهما ذهبا لمعاقبته على محاولته نشر مقطع فيديو على الإنترنت، يُبيّن أحد ضباط قسم سيدي جابر وهو يقوم بتوزيع المخدرات والأسلاب على مخبرين وآخرين.

    ثالثها: إن خالد سعيد مات بسبب ابتلاعه لفافة من مادة مخدرة، وليس بسبب الضرب الوحشي الذي تعرّض له! (وهذا ما ننتظر نتيجة تحقيقات النيابة والطب الشرعي بشأنه).

    رابعها: إن هذا الأمر أكّده خمسة شهود ورجل الإسعاف، وهذا أيضاً كلام مشكوك فيه، ومشكوك في هوية هؤلاء الشهود (وهذا كذلك ما ننتظر تحقيقات النيابة بشأنه)!.

    خامسها: إن هذا الشاب صدرت ضده عدة أحكام، فضلاً عن تهرّبه من الخدمة العسكرية، ولكن ثبت أنه قضى بالفعل خدمته العسكرية، خاصة في مديرية أمن الإسكندرية! ولمدة عامين و١٧ يوماً، وشهادة تجنيده موجودة، مما يشكك في القضايا الأخرى المنسوبة إليه، والتي أثارتها أسرته بالفعل!!

    من ناحية ثالثة، اهتم بيان وزارة الداخلية بأن ينسب للشاب "خالد" كل ما يتصوّر من العيوب والموبقات والتهم.. إلخ. ولكن ما علاقة ذلك بما حدث له؟ ولنفترض أنه كان مجرماً عريقاً في الإجرام، فهل يسوغ ذلك للشرطة أن تقتله؟! إن البيان في الواقع -وبدون قصد- يبدو أنه يحاول أن يبرر قتل "خالد".

    وأخيراً، فإن جوهر التساؤل الذي سوف يظلّ يُطرح من جانب جميع الأطراف المهتمة بتلك القضية هو: لماذا حدث ما حدث؟ ولماذا فعل مخبرو قسم سيدي جابر ما فعلوه؟ وهل كان ذلك بأوامر؟ وهل جوهر القضية، ومربط الفرس، هو أن خالد سعيد وقع في يده ذلك الشريط (الذي شاهده الآن العالم كله!) والذي يدين ضابط شرطة سيدي جابر والعاملين فيه بتعاطي المخدرات، أو بيعها وتوزيعها؟ ما مدى صحة هذا الشريط؟ وهل خضع ما جاء فيه للمحاسبة أم لا؟

    ذلك هو السؤال الأخير المعلّق، الذي تجاهله تماماً البيان الحماسي للداخلية، والذي يستحق بياناً آخر. ما ذلك الذي كان يحدث داخل القسم؟ ومن صوّره؟ وكيف تسرّب ذلك الفيديو؟ وإذا كان "خالد" -الذي حاول نشر الفيديو على الإنترنت- قد عوقب بقتله، فماذا يا ترى ما حدث للذين ظهروا في الفيلم وللذين صوّروه داخل القسم؟!

    أسئلة كثيرة، سوف تحسن وزارة الداخلية صنيعاً، لنفسها وللوطن، إن هي أجابت عنها بوضوح وشفافية وتقدير للمسئولية.

    أي بيان تصدره وزارة الداخلية في أي بلد متحضّر، هو وثيقة شديدة الأهمية تعكس طبيعة نظام الحكم.

    هناك أسئلة كثيرة سوف تحسن وزارة الداخلية صنيعاً لنفسها وللوطن إن هي أجابت عنها بوضوح وشفافية.

    عن المصري اليوم
    بتاريخ 20 يونيو 2010

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 2:35