على الرغم من النفي المصري للتشويش على قناة الجزيرة خلال إذاعتها لمباريات نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقامة للمرة الأولى بالقارة السمراء وتحديداً بجنوب إفريقيا؛ فإن إسرائيل يبدو وكأنها "فرحانة" في اتهام "الجزيرة" للقاهرة بتشويشها على إذاعتها لكأس العالم.
كتب "روعي نحمياس" المحلل السياسي لصحيفة "يدعوت أحرونوت" الإسرائيلية الأحد الماضي أن قناة الجزيرة لن تصمت أمام تشويش متعمّد من مصر لها جراء حصرها لإذاعة مباريات كأس العالم لكرة القدم؛ حيث قررت تقديم شكوى بذلك، رغم النفي المصري القاطع وعدم تأكد المسئولين القطريين من تدخّل القاهرة في هذا التشويش؛ لكن المسئولين القطريين مصرّون على تقديم تلك الشكوى.
وكأن الصحيفة تنفخ في بوق الخلافات الجانبية بينهما؛ خاصة وأنها عَزَت تلك الخلافات الأساسية -التي اعتبرت عملية التشويش حلقة صغيرة منها- إلى أن قناة الجزيرة تتبع النهج الإيراني والسوري في الاتهامات الموجّهة إلى مصر والسعودية؛ حيث اتّهمت القاهرة "الجزيرة" بأنها تسير وراء التيار الممانع بين الدول العربية.
ويبدو من تلميحات الصحيفة الإسرائيلية أنه بمناسبة تقديم قطر لملف استضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022؛ فإنها تحاول جذب الأنظار إليها من الآن، وتستغل ذلك المحفل الرياضي العالمي في تأجيج مشاعر الدول العربية تجاه مصر؛ خاصة وأن القناة محمولة على القمر الصناعي عرب سات ونايل سات؛ ولذلك فإن الصحيفة اعتبرت أن الحملة الشعواء التي تقودها "الجزيرة" هدفها عدم سيطرة القاهرة على تلك الأقمار الصناعية ورفض الدوحة لما تسميه سطواً رقمياً نادراً لحقوقها في بث مباريات كأس العالم لكرة القدم، وأنها ستلاحق المسئولين المصريين عن ذلك قانونياً، واتهام القناة لمصر بأنها وراء العمل التخريبي بحقّ بثها للمونديال العالمي؛ ولذلك كلّفت "الجزيرة" القطرية فريق تحقيق دولي للبتّ في من قام بعملية التشويش المتعمّدة على بثّها للمونديال، وأن فريقاً دولياً من بريطانيا سيقوم بالمهمّة الشاقة بين الأشقاء.
جدير بالذكر أن لغة التقرير المكتوب في الصحيفة تؤكد -بما لا يدع مجالاً للشك- أن ثمّة تشفّياً في تعمّق الخلافات بين مصر وقناة الجزيرة؛ خاصة وأنها عزت تلك الخلافات إلى مناوشات سابقة بين الطرفين، وتشديدها على أن تلك الخلافات ليست الأولى من نوعها، وإنما حلقة جديدة في مسلسل تلك الخلافات والمناوشات الجانبية؛ فيما تساءلت -الصحيفة- إلى أي مدى ستصل تلك الحلقة الجديدة من الخلافات؟!