أدى الرئيس السوداني عمر البشير اليوم (الخميس) اليمين الدستورية، لفترة
رئاسية جديدة، بعد فوزه بالانتخابات التي جرت الشهر الماضي، ووسط احتجاجات
من جماعات حقوقية، تطالب بتنفيذ مذكرة اعتقال بحقه أصدرتها المحكمة
الجنائية الدولية في مارس 2009 على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب
وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.
وقال البشير في خطاب أمام البرلمان
السوداني: "أشعر بالعرفان لمن منحوني أصواتهم داخل الوطن وخارجه"، لافتاً
إلى أن الرئاسة "فادحة الثمن وبالغة المخاطر"، مضيفا أنه يتمنى أن يتمكن
من القيام بمهامها بالوجه الصحيح.
وأكد الرئيس السوداني التزامه
بإجراء الاستفتاء في جنوب السودان في موعده المحدد، وفقا لاتفاق السلام
الشامل، قائلا إنه "لا عودة للحرب أبدا"، وإن البلاد ستمضي قُدُما في
عملية التنمية والتطوير.
ويحضر تنصيب "البشير" في مقر البرلمان اليوم عدد من الزعماء الأفارقة مع تمثيل عربي أقل مستوى ومشاركة أوروبية ضعيفة.
وحضر الاحتفال وفد مصري ترأسه وزير الدفاع "محمد حسين طنطاوي"، وفقا لما أكّدته وكالة الأنباء السودانية.
وقد
أثار إعلان الأمم المتحدة عن عزمها إرسال اثنين من ممثليها وهما رئيس
بعثتها في السودان "هايلي منكيريوس" ورئيس البعثة الأممية الأفريقية
المشتركة "إبراهيم جامبري" للمشاركة في حفل التنصيب انتقادات منظمة العفو
الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش.
ووصف بيان صادر عن المنظمة "إن حضور حفل التنصيب من شأنه أن يعطي رسالة رهيبة لضحايا دارفور وللعالم".
بدورها
قالت منظمة العفو الدولية الخميس إن الحكومات تمنع تحقيق تقدم بشأن حقوق
الإنسان برفضها الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية أو بحماية حلفائها
من العدالة.
وقررت المعارضة السودانية مقاطعة حفل تنصيب "البشير"
متهمة حكومة حزب المؤتمر الوطني بأنها غير جادة في ضمان الحريات وإدارة
التحول الديمقراطي اللذين يفرضهما اتفاق السلام الشامل، وذكّرت بالإجراءات
القمعية الأخيرة التي تعرضت لها بعض أحزاب المعارضة بعد الانتخابات
الأخيرة كاعتقال الأمين العام لـ"حزب المؤتمر الشعبي" الدكتور حسن
الترابي، ومصادرة صحيفته، واعتقال أربعة من الصحفيين العاملين فيها،
والتضييق على الحريات الصحفية.
وبعد انتخابه لدورة رئاسية جديدة يكون البشير أول رئيس يحكم السودان أكثر من 20 سنة متواصلة منذ استقلالها قبل 54 سنة.
ويواجه
البشير في دورته الرئاسية الجديدة تحديات خطيرة في المقدمة منها احتمال
انفصال جنوب السودان بعد الاستفتاء المرتقب العام القادم، وكذلك الوضع
المتوتر في دارفور، ومفاوضات السلام المتعثرة مع بعض أطراف التمرد هناك